بعد العفو عن صنصال وما تبعه من رسائل سياسية.. دفاع الصحفي الفرنسي كريستوف غليز المسجون بالجزائر يعتبر أن اللحظة مواتية لتصحيح مسار القضية خلال جلسات الاستئناف

 بعد العفو عن صنصال وما تبعه من رسائل سياسية.. دفاع الصحفي الفرنسي كريستوف غليز المسجون بالجزائر يعتبر أن اللحظة مواتية لتصحيح مسار القضية خلال جلسات الاستئناف
الصحيفة من الرباط
الثلاثاء 2 دجنبر 2025 - 14:25

عاد ملف الصحافي الفرنسي كريستوف غليز إلى الواجهة مع انطلاق النظر في استئنافه أمام محكمة تيزي وزو، في قضية أثارت نقاشا واسعاً داخل الأوساط الإعلامية والحقوقية في فرنسا والجزائر، خاصة بعد الافراج عن الكاتب الجزائري- الفرنسي بوعلام صنصال عقب عفو رئاسي.

ومن قلب العاصمة الجزائرية، أعرب محامي الصحافي غليز، إيمانويل داود عن أمله في أن تقود مرحلة الاستئناف نحو "نتيجة إيجابية"، وهو يكرر أن كل عناصر الملف تتيح قراءة مغايرة لما انتهت إليه المحكمة الابتدائية في يونيو الماضي. 

داود، الذي حضر جلسة الاستماع رفقة زميله الجزائري عميروش بكوري، استحضر في تصريحه لإذاعة فرنسية أن التحسن الملموس في العلاقات بين باريس والجزائر خلال الأسابيع الأخيرة يشكل "مؤشراً مشجعاً"، وإن كان يؤكد أن المسار القضائي يظل منفصلا عن أي حسابات سياسية.

واعتُقل الصحفي الفرنسي كريستوف غيليز في 28 ماي 2024 أثناء تغطيته لأنشطة نادي شبيبة القبائل، حيث وُجّهت إليه تهم وُصفت بالثقيلة من قبيل "الترويج للإرهاب" وحيازة منشورات تعتبرها السلطات الجزائرية "مضرة بالمصلحة الوطنية".

غير أن هذه المتابعات لقيت رفضا واسعا داخل فرنسا وأثارت انتقادات قوية من منظمات حقوقية دولية، التي اعتبرت أن الأمر يدخل في خانة التضييق على حرية الصحافة، ينضاف إليه قضية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، الذي جعل التوتر بين الجزائر وباريس يتفاقم إلى مستويات غير مسبوقة، وصلت حد القطيعة الدبلوماسية شبه التامة بين البلدين.

وفي تصريحات عدة، شددت منظمة "مراسلون بلا حدود" على أن ما قام به غليز يدخل في صميم الممارسة المهنية، وأن أي صحافي ميداني يحتاج بالضرورة إلى توسيع قاعدة مصادره، خصوصا حين يتعلق الأمر بقضية تحمل تعقيدات سياسية وثقافية مثل وضع منطقة القبائل.

 أما محاميه فيُصر على أنه "صحافي رياضي استقصائي لم يكن يحمل في يده سوى قلم وكُرة"، وأن البناء القانوني للتهم ليس متماسكا بالشكل الذي يبرر العقوبة القاسية الصادرة في حقه.

صدى القضية تجاوز الأوساط المهنية ليصل إلى أسرته التي عبّرت، عبر مقال نشر في صحيفة فرنسية منتصف نونبر، عن أملها في أن تواكب التغيرات السياسية الجارية بين باريس والجزائر معالجة الملف بقدر أكبر من الليونة، فقبل أسبوعين فقط من موعد الاستئناف، استفاد الكاتب الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال من عفو رئاسي بعد سنة من السجن، وهي خطوة رآها محامي غليز "رسالة إيجابية".

ومع بدء جلسات الاستئناف هذا الأسبوع، تتجه الأنظار إلى محكمة تيزي وزو لمعرفة ما إذا كانت المرافعات الجديدة كفيلة بإعادة قراءة الملف بعيدا عن التعقيدات السياسية التي أحاطت به منذ البداية وخيمت عليها أجواء التوتر الدبلوماسي بين باريس والجزائر التي وصلت حد القطيعة قبل عودة الانفراج النسبي بتصريحات مسؤولين فرنسيين.

تعليقات
جاري تحميل التعليقات

ما يجب قوله للإسبان في مدريد؟

في الوقت الذي تعقد فيه الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية، اليوم الخميس، بمدريد الدورة الثالثة عشرة من الاجتماع الرفيع المستوى، مع ما يعكس ذلك من تطور كبير في العلاقات الثنائية بين ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...